تقييم المخاطر وإدارتها وتمارين المحاكاة

هناك عدة عوامل، بما في ذلك النمو السكاني، والتنقلات المستمرة للأشخاص والبضائع الحيوانية ومنتجاتها، والتوسع الحضري والتصنيع المتنامي عالميًا، فضلاً عن إعادة هيكلة النظم الزراعية وتوسيعها، وإنتاج الماشية، وحركة التجارة، بالإضافة إلى تأثيرات تغير المناخ. وهذه العوامل تهدد بشكل جماعي سلامة النظام البيئي وتشكل تحديات معقدة هائلة تؤدي إلى تفاقم مخاطر ظهور الأمراض الحيوانية وعودة ظهورها وانتشارها، إلى جانب تعديل طرق انتشار العديد من مسببات الأمراض وديناميكيات انتقالها.

وبالنتيجة فإن تعزيز مهارات تحليل المخاطر من خلال أطر منهجية منظمة يعد شرطًا أساسيًا لتطوير قدرات الخدمات البيطرية الوطنية وقدراتها على مواجهة هذه التحديات المتزايدة باستمرار. وهذا يتماشى مع الأهداف الإستراتيجية لـمنظمة الصحة الحيوانية WOAH للاستجابة لاحتياجات الأعضاء والاستفادة من الخبرات ذات الصلة لمعالجة قضايا صحة الحيوان ورعايته في قطاعاته المتعددة. ففي الواقع، تعد سلسلة تحليل المخاطر الخاصة بصحة الحيوان واحدة ومن الكفاءات الأساسية الرئيسية التي يتم بموجبها تقييم أداء الخدمات البيطرية، وفقًا لأداة المنظمة Woah. وعلاوة على ذلك، فإن توفير التدريب التمهيدي على تمارين محاكاة طوارئ أمراض الحيوان يعزز الوعي ويزيد المعرفة في سبيل تحقيق أقصى قدر لاستيعابها من خلال الجمع بين مبادئ تقييم المخاطر وإدارتها ومفاهيم تمارين المحاكاة، وبالتالي إنشاء تصور واقعي لإجراء مثل هذه التمارين وإرشاد عمليات التخطيط والتنفيذ المرتبطة بهما، لتحسين خطط طوارئ الأمراض، وفحص تقييم وتعزيز تطوير مهارات الاستعداد لحالات الطوارئ لدى الأطباء البيطريين.

وفي هذا السياق، ينظم ممثل منظمة الصحة الحيوانية WOAH للخليج العربي (SRRAG) ورشة العمل التدريبية حول تقييم مخاطر الأمراض الحيوانية وإدارتها وتمارين المحاكاة، بالتعاون مع قسم الاستعداد والمرونة مع خبراء متخصصين مشهورين من المراكز المتعاونة المعنية في المنظمة WOAH . والهدف الرئيسي من ذلك هو تعزيز قدرات الطاقم البيطري في البلدان الأعضاء المتعلق بعناصر تحليل مخاطر الأمراض الحيوانية، والإجراءات العملية، إلى جانب ازدياد معارفهم بتمارين المحاكاة كنشاط خاضع للرقابة الذي يصور حالات تفشي المرض الحقيقية وتعزيزها في الوقت المناسب مع قدرات الاحتواء والسيطرة على الأمراض ذات الآثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية

المدمرة ومكافحة توغل الأوبئة، في أقصر وقت ممكن وبأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة، مما يساعد في نهاية المطاف بجهود إدارة وتخطيط مكافحة الأمراض الحيوانية على المستوى الوطني والإقليمي.