السودان وعاصمتها الخرطوم بلد ذات موقع جيوسياسي خاص يربط العالم العربي في شمال إفريقيا بالجزء الثاني من إفريقيا جنوب الصحراء. وتبلغ مساحة السودان حوالي 1.88 مليون كيلومتر مربع وهي ثالث أكبر مساحة لدولة في إفريقيا بعد الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وقبل استقلال جنوب السودان عام 2011، كانت أكبر دولة في أفريقيا. يحدها من الشمال الشرقي البحر الأحمر ولها حدود مشتركة مع سبع دول هي: إريتريا وإثيوبيا في الشرق ، دولة جنوب السودان في الجنوب ، وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد في الغرب ، وليبيا في الشمال الغربي ، ومصر فى الشمال.
السودان ذات نظام اتحادي يشمل 15 ولاية؛ ويحكم كل ولاية والٍ (حاكم) مع 7 إلى 10 وزراء دولة، و4 إلى 5 مفوضين لمختلف المحافظات والعديد من المناطق. وتتمتع كل ولاية باستقلالية إدارية ومالية كاملة وجمعية خاصة بالولاية فيما يتعلق بالأمور التشريعية للولاية.
أراضي السودان مسطحة بشكل عام باستثناء جبل مَرة وتلال البحر الأحمر وجبال النوبة. وتوجد في السودان ثلاث مناطق مختلفة بيئياً من الشمال إلى الجنوب هي: الصحراء، والمناطق شبه الصحراوية، ومنخفض السافانا (ذات الحقول العشبية). وتتميز تربتها بشكل رئيسي بالرواسب الطينية في الجزء الأوسط والشرقي، والكثبان المستقرة في الجزء الغربي والشمالي، واالتربية الحديدية الحمراء في الجنوب ، والتربة الغرينية على طول نهر النيل والأنهار الأخرى والدلتا.
نصف مساحة السودان (50.7 في المائة) ذات صخور عارية وتربة كالرمال التي تهب عليها الرياح وخالية من النباتات في مناطق شديدة الجفاف. وتغطي الأشجار 10 بالمائة من المساحات والنباتات الشجرية 11.8 بالمائة والنباتات العشبية 13.8 بالمائة. ففي عام 2012، بلغت مساحة الأراضي المزروعة 21.25 مليون هكتار (9 في المائة من إجمالي مساحة الأراضي)، وتضم 21.05 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة و0.2 مليون هكتار ذات محاصيل دائمة. وتمتد المراعي الدائمة على أكثر من 91.5 مليون هكتارفي معظم المناطق: نباتات عشبية سنوية بين أشجار وشجيرات متناثرة في الشمال، بينما تزداد النباتات العشبية المعمرة جنوبًا إلى جانب الغطاء الشجري.
تشمل الثروة الحيوانية الإبل والأغنام والماعز التي تربى في الأراضي الصحراوية وشبه الصحراوية، أما الأبقار فتربى في السهول القليلة الأمطار. وتمارس تربية جميع الماشية تقريبًا، والتي قدرت بنحو 107 ملايين رأس في العام 2009 (بالنسبة للولايات الـ 15 في شمال السودان فقط – منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، 2011)، وضمن إطار أنظمة التربية التي يمارسها البدو الرحل وشبه الرحل. ولا تزال البلاد تعيش وسط حياة برية متنوعة وغنية إلى حد ما ، بالرغم من الخسائر في التنوع البيولوجي (للنباتات والحيوانات) التي حدثت منذ السبعينيات.
عدد سكات السودان للعام 2020
عدد السكان الحاليين | 44,528,803 |
عدد الذكور (50.4%) | 22,435,075 |
عدد الإناث (49.6%)
|
22,093,727
|
الزراعة
في أوائل التسعينيات، كانت الزراعة وتربية المواشي المصدرين الرئيسييين لكسب الرزق في السودان لنحو 61 في المائة من اليد العاملة. وهناك ما يقرب من ثلث إجمالي مساحة السودان، وهي أكبر دولة في القارة الأفريقية، مناسب للتنمية الزراعية مع وجود الأمطار الغزيرة في الجنوب مما يسمح بالزراعة والرعي لقبائل البدو الرُحَّل.
تمثل المنتجات الزراعية في مجموعها حوالي 95 في المائة من صادرات البلاد. وفي العام 1998، كان هناك ما يقدر بنحو 16.9 مليون هكتار (41.8 مليون فدان) من الأراضي الصالحة للزراعة، وحوالي 1.9 مليون هكتار (4.7 مليون فدان) من الأراضي المروية، في شمال البلاد بشكل رئيسي وعلى طول ضفاف النيل والأنهار الأخرى. وتشمل محاصيل الأراضي المروية (اعتبارًا من عام 1999) التي تزرع في هذه المناطق القطن وبذور القطن، والتي تعد ذات أهمية أساسية للاقتصاد، حيث تم إنتاج 172000 طن و131000 طن في سنتين متتاليتين، والسمسم (220.000 طن)، وقصب السكر (5،950،000 طن)، والفول السوداني 980.000 طن)، والتمر (176000 طن)، والحمضيات والبطاطا (136000 طن)، والطماطم (240.000 طن)، والمانغا والقهوة، والتبغ. أما محاصيل كسب العيش الرئيسية المنتجة في السودان فهي الذرة الرفيعة (3،045،000 طن)، والدخن (1،499،000 طن) ، والقمح (168،000 طن) ، واللوبيا ، والفاصوليا ، والبقول ، والذرة ( 65000 طن) ، والشعير. والقطن هو محصول التصدير الرئيسي وجزء لا يتجزأ من اقتصاد البلاد، والسودان هو ثالث أكبر منتج للسمسم في العالم بعد الهند والصين.
الثروة الحيوانية
يلعب قطاع الثروة الحيوانية دورًا حاسمًا في الاقتصاد السوداني وتلبية حاجات جميع السكان. فهو يؤمن المواد الغذائية الأساسية، ويؤمن للبلد مبالغ كبيرة كعائدات تصدير بالعملات الأجنبية، كما يستخدم كوسيلة نقل رئيسية للمحاصيل وتجهيزها، ويوفر الروث للأسمدة والوقود، كما ويؤمن فرصاً للعمل. لكل هذه الأسباب، وخاصة من منظور العدالة وتأمين سبل العيش، فإنه يشكل عنصراً هاماً بل رئيسياً في التخفيف من حدة الفقر. فقد كانت قيمة صادرات القطاع الحيواني باستمرار أقل بقليل من 50 في المائة من جميع الصادرات الزراعية وأقل بقليل من 30 في المائة من الصادرات غير النفطية. وعلى الرغم من هذه المساهمة في الاقتصاد الوطني، فإن الموارد المخصصة لخدمات الثروة الحيوانية والصحة الحيوانية لا تتناسب مع الإيرادات الناتجة عن هذا القطاع والمخصص لها عادة أقل من ربع ميزانية التنمية المخصصة للقطاع. ويعمل في الثروة الحيوانية بشكل مباشر أو غير مباشر حوالي 40 في المائة من السكان، ويساهم القطاع في تأمين البروتينات الحيوانية الثمينة اللازمة لتغذية جميع سكان السودان. ولاستكمال ميزته النسبية الجوهرية بالفعل، فإن متطلبات قطاع التربية الحيوانية في التبادل التجاري مع الخارج قليلة مقارنة بمتطلبات إنتاج المحاصيل الزراعية.
الثروة الحيوانية في السودان عنصر استراتيجي لكسب العيش وتأمين المداخيل والأمن الغذائي والتنمية الزراعية. فهي تساهم في الاقتصاد الوطني وكسب المعيشة من خلال أربعة مرتكزات رئيسية هي: التخفيف من حدة الفقر، والأمن الغذائي، والحفاظ على البيئة، والمساواة بين الجنسين.
وكثيرا ما تعمل الثروة الحيوانية في الحد من الفقر وتمثل المرتكز الوحيد للكثير من الفقراء الذين لا يملكون أية أراضٍ ؛ كما توفر منتجاتها (الحليب واللحوم والبيض والصوف) مصدر دخل مباشر أو غير مباشر للعاملين على مدار العام ؛ وهي وسيلة لتجميع رأس المال (للماشية قيمة دائمًة ونادرًا ما تنخفض قيمتها) وتأمين مدخرات نقدية لأوقات الحاجة.
تلعب الثروة الحيوانية دوراً في الأمن الغذائي والتعويض عن خسائر غلات المحاصيل الزراعية المنخفضة أو تلفها ، وتشكل بالتالي عنصراً هاماً في معالجة المخاطر، وإنتاج الحليب والبيض وهي المنتجات الزراعية الوحيدة التي يمكن جنيها كل يوم من أيام السنة ؛ كما يمكن أن تكون منتجة على مدار السنة حيث يكون إنتاج المحاصيل صعبًا أو مستحيلاً ؛ كما توفر طاقة للنقل (الجر) التي بدونها يتعرض إنتاج المحاصيل في العديد من المناطق لخطر شديد ؛ وهي تؤمن الاستفادة من المحاصيل والمنتجات الزراعية والصناعية والنفايات وتحويلها جميعاً إلى أغذية بشرية عالية الجودة.
بالنسبة للحفاظ على البيئة، المواشي تنتج السماد الذي يساهم في الإنتاج المستدام لمواد التغذية والحفاظ على خصوبة التربة وتركيبتها؛ كما تساهم في مكافحة الأدغال والأعشاب الضارة في العديد من المناطق.
في الأمور المتعلقة بالمساواة بين الجنسين في اليد العاملة في تربية الحيوان، غالبًا ما تمتلك النساء الماشية، وخاصة الحيوانات الصغيرة؛ ولا تتاح لهن عامة فرصة امتلاك الأراضي؛ وقد يكون للنساء (والأطفال) في تربية المواشي الأولوية والحصول على المنتجات الحيوانية للاستهلاك أو البيع؛ كما تقلل الكثير من الجهد في عمل النساء والأطفال عند استخدام الحيوانات للنقل.
المناخ
للسودان مناخ شبه قاري استوائي، يتراوح بين المناخ الصحراوي في الشمال من خلال حزام من المناخ المطري الصيفي وبين مناخ نصف جاف. ويبلغ متوسط الهطول السنوي للأمطار 250 ملم، ويتراوح ما بين 25 ملم في الشمال الجاف إلى 700 ملم في الجنوب. ووفقًا لنظام هطول الأمطار يمكن تقسيم البلاد إلى منطقتين:
النصف الشمالي من السودان حيث يتراوح هطول الأمطار السنوي بين 200 ملم في وسط البلاد إلى 25
ملم شمالا باتجاه الحدود مع مصر. وحيث تمطر، يقتصر موسم الأمطار على 2-3 أشهر، ثم يحل الجفاف
خلال باقي العام تقريبًا. وهطول الأمطار يحدث عادة بشكل زخات منعزلة تختلف اختلافًا كبيرًا في مدتها
وموقعها ومن عام لآخر. كما يمكن لمعدل التباين في هطول الأمطار السنوي في هذا النصف الشمالي من
البلاد أن يصل إلى 100 في المائة تقريباً.
في جنوب البلاد ، يتجاوز هطول الأمطار السنوي بالكاد 700 مم ويتركز في أربعة أشهر فقط ، من يوليو
إلى أكتوبر. ويبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي لتلك المنطقة ما بين 300-500 ملم. وغالباً ما تمارس
الزراعة البعلية في السودان بشكل رئيسي في جنوب البلاد. ونظرًا لأن معدل الاختلاف في هطول
الأمطار السنوي في هذه المنطقة يبلغ حوالي 30 في المائة، ويمتد موسم الجفاف لمدة ثمانية أشهر تقريبًا،
فإن المساحات المزروعة والإنتاجية تختلفان اختلافًا كبيرًا من عام لآخر.
يتراوح متوسط درجة الحرارة بين 30 و 40 درجة مئوية في الصيف، ومن 10 إلى 25 درجة مئوية في الشتاء. ويوضح معامل مخطَطَ الأمطار أنه في معظم السنوات يكون الإنتاج الزراعي ممكنًا فقط في حال وجود أنظمة ري أو حيث يوجد تجميع طبيعي و / أو من صنع الإنسان لمياه الجريان السطحية فوق خط العرض الخامس عشر (منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، عام 2011).
تتركز معظم الأنشطة الزراعية في جنوب غرب البلاد، في منطقة السافانا العشبية شبه الجافة عمومًا، والتي يتدفق من خلالها النيل الأزرق ونهر عطبرة. ويستمر موسم نمو المزروعات في المنطقة حوالي أربعة أشهر. والعامل المحدد الرئيسي لذلك ليس الإمكانات الزراعية بل المدة القصيرة لموسم الأمطار والتوزيع غير المنتظم لهطول الأمطار خلال فترة نمو المزروعات.
المناخ في السودان متغير للغاية وعرضة للمواسم غير المنتظمة للأمطار. وقد ينتج عن ذلك حالات من الجفاف كما حدث خلال الفترة 1967-1973 وحتى بشكل أشد في المدة 1980-1984، وبسبب حالات الفيضان، إما محلية بسبب هطول الأمطار الغزيرة والجريان السطحي أو على نطاق واسع بسبب فيضانات نهر النيل وروافده (ARC 2007) كما حدث في العام 2013 مما أثر على أكثر من 300. 000 شخص. إلى جانب ذلك ، يتضح تغير المناخ بالفعل مع انخفاض هطول الأمطار في السنوات الأربعين الماضية والتصحر – تتقدم الصحراء الكبرى بمعدل 1.5 كيلومتر / سنة تقريبًا (البنك الدولي ، 2013).
مندوب السودان
د. عادل فرح ادريس علي
وكيل وزارة
الخدمات البيطرية
وزارة الثروة الحيوانية
ص.ب: 293، الخرطوم
السودان