المشاركون في المؤتمر الثلاثين للجنة الإقليمية لـ WOAH لأوروبا في أكتوبر 2022، في كاتانيا، إيطاليا.
تأسست فرقة العمل المعنية بالنوع الاجتماعي (Gender Task Force – GTF) التابعة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية (WOAH) في عام 2021 ككيان طوعي ضمن المنظمة، بهدف تحديد المعارف والكفاءات الحالية المتعلقة بالنوع الاجتماعي بين موظفي المنظمة وبرامجها، وتعزيز الوعي، وتحديد الاحتياجات التدريبية للموظفين، وإشراك الدول والأقاليم الأعضاء في معالجة قضايا النوع الاجتماعي ضمن خدمات الصحة البيطرية، استناداً إلى الأدلة. بدأ المسار المعني بالبيانات ضمن فرقة العمل نشاطه في أوائل عام 2023، بدعم من إدارة تكامل البيانات (Data Integration Department – DID)، وقد أُوكلت إليه مهمة جمع البيانات المصنفة حسب الجنس من المصادر الداخلية في المنظمة.
تم تحديد أربع دوائر أو مجالات للتأثير، تمّت دراسة ثلاث منها:
أ) التوظيف داخل المنظمة وتعيين الخبراء (الاستشاريين) في إطار مسار أداء خدمات الصحة البيطرية (Performance of Veterinary Services – PVS)
يُعدّ التوازن أو عدم التوازن بين الجنسين في هذه الحالات نتيجة مباشرة لسياسات التوظيف (بالنسبة للموظفين) أو لسياسات التوظيف والاختيار (بالنسبة للاستشاريين) التي تعتمدها المنظمة، مع إمكانية تأثرها بالعوامل الاجتماعية والثقافية، وذلك تبعًا للبلد أو الإقليم الذي تتم فيه عملية التوظيف أو التعيين؛ على سبيل المثال، مدى تقبّل فئات النوع الاجتماعي لدى الجمهور المستهدف للمنظمة، أو طبيعة الغرض من عملية التعيين.
ب) تعيين مندوبي WOAH من قبل الأمناء العامين الدائمين أو الوزراء في الوزارات المختصة، وتعيين ضباط الاتصال الفنية (Focal Points) من قبل هؤلاء المندوبين على مستوى الدول أو الأقاليم (الأعضاء).
لا تخضع هذه التعيينات لسيطرة مباشرة من قِبل المنظمة، وإنما تُعدّ انعكاسًا للسياسات والمواقف تجاه النوع الاجتماعي المعتمدة على مستوى البلد أو الإقليم (العضو).
أما تمثيل النوع الاجتماعي ضمن الهيئات الفنية والعلمية المنتخبة للمنظمة، فهو أقل وضوحًا؛ وتشمل هذه الهيئات المجموعات المؤقتة (Ad-hoc Groups)، التي تضم أفرادًا مختارين يدويًا ضمن فرق دراسية مؤقتة، وفرق العمل (Working Groups) وهي لجان دائمة منتخبة (يوجد منها اثنتان)، بالإضافة إلى اللجان التخصصية (Specialist Commissions)، وهي أيضًا لجان دائمة منتخبة (ويبلغ عددها أربع لجان). يُنتخب أو يُعيَّن الأعضاء في هذه الهيئات استنادًا إلى مؤهلاتهم العلمية والفنية، حيث تشتمل معايير الاختيار أو الانتخاب على إتقان اللغة الإنجليزية (شرط أساسي) والتنوع الجغرافي، لكنها لا تتضمن اعتبارات تتعلق بالمساواة أو التوازن بين الجنسين.
وينطبق الأمر ذاته على الخبراء المعترف بهم من قبل المنظمة، سواء كانوا خبراء معيَّنين في المختبرات المرجعية التابعة للمنظمة، أو ضباط اتصال في المراكز المتعاونة معها. ففي جميع هذه الحالات، يعتمد تحقيق التوازن بين الجنسين على قائمة المرشحين التي يقدمها مندوبو الدول الأعضاء ومديرو المراكز المرجعية المذكورة، وهو ما يعكس التحيزات المحتملة المرتبطة بالنوع الاجتماعي في المناصب العليا داخل أنظمة البحث الزراعي الوطنية (NARS) والمؤسسات الأكاديمية.
Launch of the Regional Aquatic Animal Health Network (Southern Africa) Lusaka, Zambia
صورة للمشاركين في اجتماع إقليمي حول صحة الحيوانات المائية في لوساكا، زامبيا.
الصورة © P. Bastiaensen (WOAH) 2023
ج) في الحالات التي تكون فيها فعاليات منظمة WOAH مفتوحة فعليًا للجمهور، فإن مستوى المشاركة يعكس التمثيل الجندري ضمن المجتمع البيطري الأوسع. وغالبًا ما يتأثر هذا التمثيل إيجابًا أو سلبًا بعوامل عابرة للقطاعات، مثل الحواجز المالية، أو صعوبات السفر (مثل متطلبات التأشيرة)، أو القيود الجغرافية أو الدينية، ولكن ليس نتيجة لشروط أو معايير تتعلق بالنوع الاجتماعي بشكل مباشر. الاستثناء الوحيد لذلك هو ما يرتبط برغبة النساء أو مدى توافرهن أو قدرتهن على الحضور الفعلي، لا سيما في حال تحمّلهن مسؤوليات الرعاية لأطفال أو مسنين أو أفراد آخرين من الأسرة. ومن هذا المنظور، يُتوقّع أن يختلف التمثيل الجندري في الفعاليات الافتراضية عن تلك التي تُعقد حضوريًا.
د) أما المجال الرابع من مجالات التأثير، والمتمثل في مهنة الطب البيطري عمومًا والطلبة المنتمين لهذا التخصص، فلم يُدرج ضمن نطاق هذه الدراسة.
تم الاعتماد على مصادر معلومات متنوعة لإنتاج البيانات الموضحة أدناه، وذلك بحسب نوع البيانات المطلوب تحليلها. وحيثما أمكن، تم إجراء مقارنة بين مجموعات بيانات تمتد لعقد من الزمن (2013–2023) بهدف تحديد الاتجاهات.
ونظرًا لعدم تصنيف البيانات السابقة بشكل منهجي أو منتظم حسب الجنس/النوع الاجتماعي، فقد تم استخدام عدد من الأساليب لتحديد جنس المشاركين، منها:
مراجعة القوائم الإلكترونية أو الورقية للمشاركين،
استخدام قوائم مرجعية تحتوي على أسماء أنثوية شائعة،
الاستعانة بأدوات أخرى داعمة.
أما بالنسبة للبيانات الأقدم، فقد تم الاعتماد إلى حد كبير على عمليات البحث عن الصور عبر الإنترنت، بالاستناد إلى الاسم الكامل للشخص (أو أحيانًا إلى الاسم الأول فقط). وفي اللغات التي تستخدم الجنس النحوي، مثل الفرنسية (Mme، Mlle، وأيضًا Dre أو Directrice)، والبرتغالية والإسبانية (Sra، Dra، أو Directora)، كان استخراج البيانات أسهل نسبيًا. غير أن النتائج كثيرًا ما تعقّدت بسبب استخدام صيغ مهنية محايدة جندريًا مثل Dr أو Prof. وفي بعض الحالات النادرة، تم اللجوء إلى موظفين من داخل المنظمة لديهم معرفة بالسياق الإقليمي أو الوطني لتأكيد هوية الأفراد أو مساعدتهم في تحديد جنس الشخص المعني.
وحيث توفرت البيانات واعتُبرت ذات صلة بالتحليل، فقد شمل التمييز أيضًا أبعادًا إضافية، مثل:
التوزيع الجغرافي (التمييز الإقليمي)،
مستوى المسؤولية الإدارية،
ونوع المشاركة (عن بُعد أو حضوريًا).
World Rabies day in Sri Lanka, September 2022. Picture © Sri Lanka Department of Animal Production and Health (DAPH) 2022.
موظفو WOAH
من بين 249 موظفًا في عام 2023، شكّلت النساء نسبة 53% من إجمالي الموظفين في المكاتب الإقليمية والمكتب الرئيسي على حد سواء. وقد شهد تمثيل النساء في المناصب الإدارية تطورًا ملحوظًا، إذ ارتفع من 19% في عام 2013 إلى 38% في عام 2023، أي ما يعادل تضاعف نسبة النساء في المناصب القيادية العليا خلال عشر سنوات. ويُعزى هذا التحول بشكل كبير إلى انتخاب أول مديرة عامة للمنظمة في عام 2015، إلى جانب تعيين نائبة مدير عام، ما شكّل نقطة تحوّل مؤثرة في مسار التوازن الجندري داخل الهيكل الإداري للمنظمة. أما على مستوى المكاتب الإقليمية، فقد تباينت نسب التمثيل الجندري مقارنة بالمكتب الرئيسي، لا سيما في صفوف المناصب الإدارية العليا والوظائف ذات الطابع الفني أو العلمي، حيث تراوحت نسبة النساء في المناصب الإدارية بين 0% و50%، حسب الإقليم.
اليوم العالمي لداء الكلب في سريلانكا، سبتمبر 2022 الصورة © دائرة إنتاج وصحة الحيوان – سريلانكا (DAPH) 2022
من بين 249 موظفًا في عام 2023، شكّلت النساء 53% من إجمالي الموظفين في المكاتب الإقليمية والمكتب الرئيسي. أما نسبة النساء في المناصب الإدارية، فقد ارتفعت من 19% في عام 2013 إلى 38% في عام 2023، مما يعني تضاعف تمثيل النساء في المناصب القيادية العليا خلال عقد من الزمن.
خبراء مسار PVS لدى منظمة WOAH
خبراء PVS هم أفراد تم تدريبهم والاعتراف بهم رسميًا من قبل WOAH لتنفيذ أنشطة ضمن مسار أداء خدمات الصحة البيطرية (PVS Pathway). خلال 28 دورة تدريبية لخبراء PVS عقدت منذ عام 2006، شكّلت النساء نسبة 16% فقط من المشاركين. وعلى مدى العقد الأخير (2013-2023)، ارتفعت نسبة مشاركة النساء كخبيرات في بعثات مسار PVS (مثل التقييمات الأولية، التقييمات اللاحقة، تحليلات الفجوات، بعثات الدعم المستهدفة، وغيرها) بشكل معتدل، من 31% إلى 43%.
رغم صعوبة القياس الكمي، يبدو أن اختيار الخبراء وتأثير النوع الاجتماعي لهم مرتبط بشكل كبير بإجادتهم اللغوية، حيث أُجريت نحو 46% من بعثات PVS في إفريقيا باللغة الفرنسية، في حين تمت 73% من بعثات الأمريكيتين باللغة الإسبانية.
الدائرة الثانية: المندوبون، نقاط الاتصال، وأعضاء اللجان المُنتخبة
في عام 2013، كان عدد الأعضاء (الدول والأقاليم) 173، ولكل منهم مندوب وطني يُعيّن من قبل الوزير المختص أو جهة رسمية مماثلة.
وكانت نسبة النساء بين هؤلاء المندوبين 12% فقط. وبحلول عام 2023، ارتفع عدد الأعضاء إلى 182، منهم 38 امرأة مندوبة، أي بنسبة 21%.
يتم انتخاب أعضاء المجلس التنفيذي من بين المندوبين، وهم مسؤولون عن قيادة المنظمة بين دورات الجمعية العامة التي تتخذ القرارات. في عام 2013، كان هناك امرأة واحدة فقط من بين 9 أعضاء في المجلس، لكنها شغلت منصب الرئاسة (مندوبة ألمانيا). وفي عام 2023، بقي عدد النساء في المجلس امرأة واحدة فقط من بين 7 أعضاء منتخبين.
في عام 2023، بلغ عدد أعضاء المنظمة 182 عضوا، منهم 38 امرأة.
Meeting of Veterinary Statutory Bodies (VSB) from the southern Africa region, in Johannesburg, South Africa. Picture © P. Bastiaensen (oie) 2017.
اجتماع الهيئات القانونية البيطرية (VSB) لمنطقة جنوب أفريقيا، في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا.
الصورة © P. Bastiaensen (OIE) 2017.
يُعيّن ضباط الاتصال من قبل المندوب في ما يصل إلى ثماني فئات موضوعية (مثل رعاية الحيوان، الحيوانات المائية، الحياة البرية). يعمل ضباط الاتصال بشكل أساسي على تعزيز التواصل بين الدول الأعضاء والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وتشمل مهامهم أيضًا إنشاء شبكات خبراء وتحسين التنسيق على المستوى الوطني بين سلطتين مختصتين أو أكثر. في عام 2023، بلغ عدد ضباط الاتصال 1350، منهم 536 امرأة (أي بنسبة 43%)، مع عدم القدرة على تحديد النوع الاجتماعي لنحو 7% من الأسماء.
في عام 2023، بلغ عدد ضباط الاتصال 1350، منهم 536 امرأة.
اللجان المتخصصة والمراكز المرجعية
تلعب اللجان المتخصصة المنتخبة دورًا رئيسيًا في تطوير ومراجعة المعايير الدولية لـ WOAH، وتتعاون مع شبكتها العلمية العالمية، وهي مسؤولة عن الاعتراف الرسمي بالحالة الصحية الحيوانية، وتقديم المشورة بشأن علم الأوبئة، والوقاية والسيطرة على الأمراض الحيوانية، والتعامل مع القضايا العلمية والتقنية المرتبطة بذلك.
اللجان المتخصصة الأربع هي (حسب الترتيب الأبجدي):
في عام 2013، كما في عام 2023، كانت جميع اللجان يرأسها رجال، وكان (في عام 2023) في المتوسط، واحدة من كل أربعة أعضاء امرأة.
المختبرات المرجعية مكلفة بالقيام بأنشطة علمية وتقنية متعلقة بمرض معين. كما تقدم تدريبًا علميًا وتقنيًا للموظفين من الأعضاء، وتنسق دراسات علمية بالتعاون مع مختبرات أو منظمات أخرى. الخبير المعتمد (Designated Expert)، المسؤول أمام WOAH وأعضائها فيما يتعلق بمرض معين، هو الباحث الرائد والناشط الذي يدعم المختبر المرجعي لتقديم المساعدة العلمية والمشورة عالية المستوى في مواضيع تتعلق بالتشخيص والسيطرة على المرض.
تحافظ WOAH على شبكة من مراكز التعاون بهدف تقديم الخبرة العلمية والدعم للمنظمة وأعضائها، ولتعزيز التعاون الدولي في مجال صحة ورفاهية الحيوان. تُعين مراكز التعاون ضمن اختصاص محدد داخل مجال يركّز على إدارة الأسئلة العامة المتعلقة بصحة الحيوان.
في عام 2023، كان هناك 320 خبيرًا مرتبطين إما بمختبرات مرجعية أو مراكز تعاون، كانت نسبة النساء بينهم 40%، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعقد السابق (27% من أصل 296 خبيرًا).
ملاحظة:
الترتيب المذكور لأسماء اللجان المتخصصة (حسب الترتيب الأبجدي) يعتمد على الترتيب الأبجدي الإنجليزي، وليس الترتيب الأبجدي العربي.
في عام 2023، كان هناك 320 خبيرًا مرتبطين إما بالمختبرات المرجعية أو مراكز التعاون، منهم 40% من النساء، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بالعقد السابق حيث كانت نسبة النساء 27% من أصل 296 خبيرًا.
المجال الثالث: المشاركون المدعوون
الفعاليات الإقليمية (التي تضم أكثر من 50 مشاركًا)
تم اختيار ما يصل إلى خمس (5) فعاليات في كل إقليم، أُجريت بين عامي 2018 و2023، لتقييم التمثيل الجنساني بين المشاركين المدعوين.
بعض الفعاليات كانت بالحضور الشخصي، بينما كانت فعاليات أخرى على شكل ندوات عبر الإنترنت (افتراضية)، مما أتاح مزيدًا من الفهم لتمثيل النساء في كلا النوعين من الفعاليات. بشكل عام، عبر الأقاليم الخمسة، حضرت 1,373 امرأة إلى الفعاليات الـ25 المختارة، ما يمثل نسبة تمثيل قدرها 47%. ترتفع النسبة إلى 52% في الفعاليات الافتراضية (17 فعالية مختارة)، وتنخفض إلى 31% في الاجتماعات الحضورية. ومع ذلك، لا يوجد نمط واضح لتمثيل النساء، سواء حسب الإقليم أو حسب المواضيع.
طبيبتان بيطريتان تقومان بتحديد نوع القراد في مختبر التشخيص التابع لكلية الشيخ الفنية البيطرية (ISTVS) التابعة للإيغاد، الصومال.
الصورة © محمد سعيد عبد الله (الفائز بمسابقة التصوير الخاصة بـ WOAH لإفريقيا) 2018.
بشكل عام، عبر الأقاليم الخمسة، حضرت 1,373 امرأة الفعاليات الإقليمية الـ25 المختارة.
Panel discussion during the WOAH Global Conference on Emergency Management in Paris, France, in April 2023
الفعاليات الدولية
تم تحليل قوائم المشاركين في ثلاث مؤتمرات دولية مختارة عُقدت بين عامي 2018 و2023. كان تمثيل النساء في هذه المؤتمرات، التي أُقيمت في ثلاث قارات مختلفة وتناولت ثلاثة مواضيع متميزة للغاية (مقاومة مضادات الميكروبات، صحة الحيوانات المائية، وإدارة الطوارئ)، متباينًا، ولكنه بقي ضمن هامش تقلب بنسبة 10% (من 34% إلى 43%). الفعالية الدولية الرئيسية المتكررة في أجندة المنظمة هي الدورة العامة السنوية، التي تستضيف الجمعية العامة للمندوبين. ويُظهر المقارنة بين الدورة العامة الحادية والثمانين (81) في عام 2013 والدورة التسعين (90) بعد عقد من الزمن في عام 2023، أن تمثيل النساء بين المشاركين قد ارتفع من 21% إلى 36%.
نقاش جماعي خلال المؤتمر العالمي لـ WOAH حول إدارة الطوارئ، في باريس، فرنسا، في أبريل 2023.
الصورة © M. Tric (woah) 2023
تُظهر المقارنة بين الدورة العامة الحادية والثمانين (81) في عام 2013 والدورة التسعين (90) في عام 2023، أن تمثيل النساء بين المشاركين قد ارتفع من 21% إلى 36%.
الاستنتاجات والتوصيات
يُظهر تحليل عينات البيانات من الفئات المختلفة، والتي تندرج ضمن الدوائر أو المجالات الثلاثة للتأثير، أن أعلى درجات التوازن الجنساني تتحقق داخل المنظمة نفسها، من حيث موظفيها (دون تطبيق أوزان لمستويات المسؤولية)، بنسبة 53%. تجذب الفعاليات الإقليمية (الدائرة الثالثة من التأثير) ما يقارب عددًا مساويًا من النساء والرجال بنسبة 47%. أما الفئة الأقل توازنًا من حيث التمثيل الجنساني فهي فئة خبراء مسار تقييم أداء الخدمات البيطرية (PVS) المعتمدين، حيث تمثل النساء 16% فقط، رغم أن مشاركة النساء في بعثات PVS قد ارتفعت خلال العقد الماضي من 31% إلى 43%. بينما تمثل النساء 42% من ضباط الاتصال (Focal Points) عبر الفئات الموضوعية الثمانية، ينخفض هذا الرقم إلى 21% فقط عندما يتعلق الأمر بالمندوبين الرسميين (Delegates) في الدول الأعضاء الـ182.
ونظرًا لأن ضباط الاتصال غالبًا (ولكن ليس دائمًا) ما يكنّ خبيرات متخصصات يتولين قيادة أقسام الخدمات البيطرية كمساعدات مديرين أو كضباط رفيعي المستوى، فإن صعودهن إلى مناصب المديرين العامين في الإدارات البيطرية يبدو أنه يتأثر بتحيز كبير لصالح الذكور. ويُشار إلى هذا أحيانًا بمصطلح “السقف الزجاجي” (Glass Ceiling)، أو بظاهرة “الأنبوب المتسرب” (Leaking Pipe)، حيث تميل النساء – مع مرور السنوات – إلى الخروج التدريجي من القوى العاملة لأسباب متعددة.
ونظرًا لأن ضباط الاتصال غالبًا ما يكونون خبراء متخصصين في مجالات محددة، ويقودون أقسام الخدمات البيطرية بصفة ضباط كبار و/أو نواب لمدير الخدمات البيطرية، فإن صعودهم إلى مناصب المديرين (في أعلى مستويات الإدارة البيطرية) يبدو أنه يواجه تحيزًا قويًا لصالح الذكور.
Poultry farmer (layers) in São Tomé and Principe (Africa). Picture © P. Bastiaensen (Agrer) 2002.
مزارع دواجن (طبقات بيض) في ساو تومي وبرينسيبي (أفريقيا).
الصورة © P. Bastiaensen (Agrer) 2002.
تُظهر المقارنة الإجمالية نفسها (بالقيم النسبية وليس بالأعداد المطلقة) بين الفئات المختلفة عند تقييمها حسب المناطق فروقًا أو تفاوتات أكثر وضوحًا في التوازن بين الجنسين. تبرز منطقة الأمريكتين بشكل واضح بمتوسط نسبي مرتفع لتمثيل النساء، تليها أوروبا، ثم آسيا والمحيط الهادئ.
البرنامج العملي القادم
تشير المنهجية الموضحة في الجزء السابق من هذا التقرير إلى نقص في البيانات المتاحة بسهولة والمتوفرة للدائرتين أو الثلاثة من التأثير، باستخدام القوائم والمخازن المملوكة للمنظمة، مما يستلزم عمليات بحث متكررة ومجهدة مع التحقق المتبادل لتحديد جنس الأفراد في مصادر البيانات هذه. بعيدًا عن الحاجة لمراقبة تطور التوازن بين الجنسين داخل الفئات المختلفة، يجب تبسيط هذه المراقبة أيضًا من خلال اعتماد مبادئ موحدة لجمع البيانات عبر المنظمة بأكملها. وينبغي أن يشمل ذلك بالتأكيد بيانات عن الجنس أو النوع الاجتماعي، كما يُفضل توسيعها لتشمل أسئلة مناسبة ومصممة بشكل جيد عن العمر، بالإضافة إلى الإعاقات أو الصعوبات في الوصول إلى الاجتماعات الحضورية (مثل إمكانية الوصول للكراسي المتحركة)، وكذلك الاجتماعات الافتراضية (مثل صعوبات السمع).
يجب تسهيل مراقبة وتتبع الاتجاهات والفروق في بعض هذه الأقليات (النساء، غير الثنائيين، الشباب، كبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة) ضمن العمليات اليومية والروتينية لجمع البيانات في المستقبل.
أما العمل الجاري في مجال تقني يُعرف بتطوير القوى العاملة البيطرية، فقد أدى إلى مبادرات جديدة أو متجددة تشرك عدة مجموعات إقليمية ودولية تعمل على مؤسسات التعليم البيطري (VEE: كليات ومدارس وأقسام العلوم الطبية أو البيطرية) والهيئات القانونية البيطرية (VSB: المجالس والهيئات البيطرية)، مما يوفر رؤى أفضل لمختلف فئات أصحاب المصلحة البيطريين. وتُعتبر هذه الفئات جزءًا من الدائرة الرابعة من تأثير WOAH، وقد تفتح مستقبلاً أنظمة تتبع جديدة لتمثيل الجنس والعمر (الأهرامات السكانية).
تم إجراء هذه الدراسة في عامي 2023 و2024 بواسطة:
باتريك باستيانسن¹، جينيفر لاسلي²، ناهوكو إيدا³، ماديسون ويمرز⁴، يوهاني سوكو⁵، لينا عوضة⁶، وسونيا فيفر⁷.