تقييم مخاطر الأمراض الحيوانية المنقولة للإنسان ضمن إطار نهج الصحة الواحدة:
أداة عمل جديدة للمنظمات الثلاث
( FAO, OIE, and WHO )
بعد مرو عام تقريباً على ظهور جائحة كورونا COVID-19 وانعكاساتها على حياتنا ومجتمعاتنا بطريقة غير مسبوقة، ومع اقترابنا من نهاية العام 2020، تعلمنا درساً عن كيفية الرد على الوباء وهو أن التعاون بين مختلف القطاعات هو المفتاح لمواجهة التحديات الصحية المشتركة. وقد شكل المرض تحديًا كبيرًا لأنظمتنا الصحية العالمية، وشبكات الإمداد الغذائية، والنظم الاقتصادية. وقد تبين لنا أن التعاون الطويل الأمد والمستمر في السير في نهج الصحة الواحدة One Health يبدو لنا أمراً ضرورياً.
من أجل دعم البلدان في إيجاد آليات لمختلف القطاعات من أجل تقييم مشترك للمخاطر عند واجهة التماس بين الإنسان والحيوان والبيئة، أصبح لدينا أداة تشغيلية جديدة لاستكمال الدليل الثلاثي المشترك الحالي لمعالجة الأمراض الحيوانية المنشأ في مختلف بلدان العالم.
تم تطوير أداة تنفيذية جديدة لتقييم المخاطر المشتركة (JRA OT) من قبل المنظمات الثلاث (منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية ومنظمة الصحة العالمية) بالاشتراك مع خبراء فنيين لإصدار إرشادات حول كيفية إعداد آلية مشتركة لتقييم المخاطر على مستوى الوطني لكل بلد. وتتضمن الإرشادات هذه خطوة بخطوة كيفية إجراء كل مرحلة من عملية تقييم المخاطر، بالإضافة إلى وثائق نموذجية وقوالب لدعم عمليات معالجة مخاطر الأمراض الحيوانية المنشأ من قبل موظفي الوزارات المسؤولة في كل بلد.
ما هي الفوائد التي تجنيها البلدان من تقييم المخاطر؟
إن الجمع بين ثروة من الخبرات والمعلومات من جميع القطاعات ذات الصلة من أجل التقييم المشترك للمخاطر الناجمة عن الأمراض الحيوانية المنشأ يساهم في فهم وطريقة الرد على التهديدات المشتركة عند واجهة التماس بين الإنسان والحيوان والبيئة.
تتيح المعلومات الناتجة عن التقييم المشترك للمخاطر إمكانية تنفيذ الإجراءات ذات الصلة وفقًا لتقييم احتمالية وقوع كل حدث وتأثيراته.
بفضل التوصيات المتعلقة بمراقبة المخاطر ومعالجتها والتواصل الناتج عن التقييم المشترك للمخاطر، يمكن لصانعي القرار تنفيذ تدابير قائمة على أسس علمية وتوحيد وسائل التواصل بين مختلف القطاعات.
تؤكد لنا جائحة كورونا COVID-19، أن تأثير الأمراض الظاهرة حديثاً يتجاوز بكثير قطاعي الصحة العامة والصحة الحيوانية إذ أن جميع القطاعات تتأثر بالجائحة بشكل سلبي. من هنا يجب أن تعمل مختلف القطاعات والاختصاصات معًا استجابة لهذه التحديات الصحية. وهذا ينطبق على عمليات تقييم المخاطر بالإضافة إلى النشاطات الأخرى التي تنفذها النظم الصحية لكل بلد.
وبمناسبة حلول العام الجديد 2021، دعنا ننتهز هذه الفرصة لتحسين ردنا المشترك على الأمراض الحيوانية المنشأ، وعلى المخاطر الأخرى عند واجهة التماس بين الإنسان والحيوان والبيئة.
المصدر: نشرة منظمة الصحة الحيوانية OIE Bulletin
ديسمبر 2020