المنظمة العالمية للصحة الحيوانية (OIE) منظمة رائدة في الإبلاغ عن تفشيات أمراض الحيوان. والابتكار الأخير للنظام المعلوماتي العالمي واهيز للصحة الحيوانية (OIE-WAHIS) هو شهادة على التطور التدريجي للمنظمة في خدماتها الرقمية. وتوفر هذه المنصة للأعضاء أداة جديدة لرصد الأمراض الحيوانية وتعزيز عمليات تحليل المخاطر والمتابعة أثناء حالات الطوارئ المرضية.
باريس، 26 مايو 2021 – تحديات اليوم التي تواجه خبراء الصحة الحيوانية معقدة ومتغيرة باستمرار. فأزمة تغير المناخ مثلاً تؤثر في الثروة الحيوانية وأنظمة الإنتاج الغذائي، وكذلك توزع وانتشار العديد من الأمراض. لذلك فإن الاستخدام الفعال وتحليل البيانات لمختلف القطاعات هو المفتاح لإيجاد حلول مستدامة لأنظمة الإنتاج الصحي الحيواني، وسبل عيشنا وكذلك صحتنا. ويمثل انعقاد الجمعية العامة الثامنة والثمانين لمنظمة OIE فرصة للتعرف على القيمة الثمينة للنظام المعلوماتي للمنصة العالمية للصحة الحيوانية واهيز (OIE-WAHIS) وقدرتها على توفير البيانات المفصلة عن أمراض حيوانات اليابسة والماء. ومن خلال هذه المنصة تم تحليل اتجاهات الأمراض الحيوانية للعام 2020 وأوائل العام 2021 في التقرير الخاص بالوضع الحالي للصحة الحيوانية في جميع أنحاء العالم.
كما توضح لنا خلال العام الماضي مع جائحة كورونا COVID-19، فإن المعرفة الدقيقة والحديثة بتطورات المرض أمر بالغ الأهمية للمكافحة الفعالة للتفشيات المرضية ومنع انتشارها. ولدى النظر في الأمراض الحيوانية، فإن البلاغات الحالية وفي الوقت المناسب تسح بمتابعة الأحداث. ويعتبر هذا مفتاحًا لضمان الإنتاج الحيواني المستدام، وحماية صحة الإنسان، حيث يمكن لبعض الأمراض أن تعبر حواجز الأنواع الحيوانية حتى الإنسان. ويمثل إطلاق منصة OIE-WAHIS المعاد تصميمها بالكامل في مارس 2021 علامة فارقة في قدرتنا على تتبع الأمراض الحيوانية والمنتقلة للإنسان على مستوى العالم. فمنصة OIE-WAHIS توصل المعلومات فوراً عن الوضع العالمي للصحة الحيوانية، بما في ذلك أحدث نظام لرسم الخرائط الرقمية. كما توفر المنصة تحليلًا معمقًا للبيانات، وسوف تشكل في المستقبل أداة حيوية للحوكمة الرشيدة للصحة الحيوانية، مما يعزز أهمية البيانات البيطرية بالنسبة لصناع القرار.
مرض الجلد العقدي Lumpy skin disease هو مثال على المرض الذي يتأثر بالعوامل المناخية والذي تم تتبعه بانتظام على منصة OIE-WAHIS. ,قد تطور التوزيع الجغرافي للمرض على مدى العقد الماضي ليشمل مناطق جديدة. ونتيجة لذلك، فإن وجوده في عدة مناطق يهدد قطاع الثروة الحيوانية. وخلال العام 2020 وأوائل العام 2021، سبعة من أصل 11 بلد عضو أبلغوا عن ظهور مرض الجلد العقدي لأول مرة على أراضيهم بواسطة بلاغات فورية وفي أجزاء مختلفة من القارة الأسيوية. وعلى المستوى الإقليمي، ساعدت منظمة OIE في معالجة التفشيات المرضية من خلال إرسال الخبراء وتقديم التوجيهات بطرق الاستجابة للطوارئ والتشخيص المخبري ورصد الأمراض والوقاية منها، فضلاً عن أهمية التحصين للبلدان المتضررة أو المعرضة للمخاطر. وسوف تدعم منصة OIE-WAHIS الجديدة تنسيق الاستجابة الإقليمية للتفشيات من خلال تعزيز تبادل البيانات حول تدابير المكافحة.
من بين الأمراض التي تم الإبلاغ عنها خلال العام الماضي، لا تزال إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة (HPAI) وحمى الخنازير الأفريقية مصدر قلق للمجتمع الدولي. فقد تم الإبلاغ عن أنفلونزا الطيور شديدة الضراوة من قبل 42 عضوًا بواسطة البلاغات الفورية في العام الماضي. وترتبط الموجة الحالية لأنفلونزا الطيور شديدة الضراوة بشكل رئيسي بالنوع الفرعي H5N8. كما تعد حمى الخنازير الأفريقية مثالاً آخر على مرض حيواني عابر للحدود أبلغ عن ظهوره 20 عضوًا في العام الماضي. ويؤثر هذا المرض على صحة الخنازير الداجنة، وكذلك الخنازير البرية، ويؤثر على سبل العيش المحلية والإنتاج العالمي للخنازير. وتهدف منظمة OIE إلى الاستمرار في تعزيز التدفق الشفاف والسريع للمعلومات كعنصر أساسي لفهم الخصائص الوبائية للأمراض المنتشرة لديها والمساهمة في تعزيز الثقة بين البلدان.
تم تسليط الضوء بشكل أكبر على جهود منظمة OIE لزيادة المعرفة بحالة الصحة الحيوانية في جميع أنحاء العالم، والرد على ظهورالأمراض من خلل الجهود التي تبذلها المنظمة لتعبئة الخبرات في مكافحة الأمراض الناشئة خلال العام الماضي. وقد صدرت في أوائل العام 2020 التقارير الأولى التي تشير إلى وجود تفشيات لكورونا SARS-CoV-2 في الحيوانات، وهو مرض ناشئ يمكن الإبلاغ عنه من خلال OIE-WAHIS. وقد شكل مجموع البلاغات عن كورونا 5 ٪ من مجمل التقارير التي تلقتها منظمة OIE بحلول نهاية ذاك العام. وما جائحة كورونا SARS-CoV-2 سوى مثال معاصر لكيفية مساهمة البيانات التي تم إبلاغها إلى OIE-WAHIS في عمليات الرصد العالمي للأمراض ضمن إطار نهج الصحة الواحدة “One Health” وما يمكن أن يكون لها من تأثيرات مناسبة على صحة الحيوان والإنسان. ومن خلال الإبلاغ عن ظهور الأمراض في الحيوانات، تمكنت منظمة OIE من تقديم الإرشادات بسرعة بشأن أنشطة الرصد والأبحاث من أجل الاستجابة العالمية لمكافحة كورونا COVID-19. وتضمن شفافية الحالة الصحية الحيوانية في العالم أننا في الوضع المناسب لحماية الصحة العامة، ومكافحة الأمراض، وضمان سلامة التجارة العالمية في الحيوانات والمنتجات الحيوانية.
تشجع منظمة OIE أعضائها على استخدام OIE-WAHIS إلى أقصى حد لدعم صنع القرارات ورصد الأمراض الحيوانية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وسوف تعزز جهود التعاون للأعضاء في توفير البيانات في الوقت المناسب ودور منظمة OIE في الإشراف على البيانات في عصر البيانات الغزيرة. وهذه الجهود تمكننا جميعًا من استخدام طاقة البيانات في تطوير سياسات الصحة الحيوانية والصحة العامة البيطرية المبنية على الأدلة لصالح الجميع.
11 يناير 2020- 25 يناير 2021