تهدف أيضاً المبـادرة التي اتخـذتها الأطراف في التعـاون الرباعي – منظمـة الأغـذيـة والزراعـة وبرنامج الأمم المتحـدة للبيئـة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE سابقًا) – إلى الإسهام في التنمية المستدامة
14 أكتوبر/تشـرين الأول 2022، جنيف، نيروبي، بـاريس، رومـا – قـامـت اليوم الأطراف في التعـاون الرباعي– منظمـة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان – بإطلاق خطة عمل مشتركة جديدة بشأن نهج الصحة الواحدة.
وتهدف خطة العمل المشتركة الأولى بشأن نهج الصحة الواحدة إلى إرساء إطار يدمج النظم والقدرات لكي نعمل بشـكل أفضــل وجماعي على الوقاية من التهديدات الصـحية والتنبؤ بها والكشــف عنها والاســتجابة لها. وتهدف هذه المبادرة في نهاية المطاف إلى تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة البيئة، بموازاة الإسهام في التنمية المستدامة.
وتعرض خطة العمل المشـتركة بشـأن نهج الصـحة الواحدة، التي أُعدت من خلال عملية تشـاركية، مجموعة أنشـطة تهدف إلى تعزيز أواصـر التعاون والتواصـل وبناء القدرات والتنسـيق على قدم من المسـاواة بين جميع القطاعات المسـؤولة عن معالجة الشواغل الصحية عند محور التفاعل بين الإنسان، والحيوان، والنبات، والبيئة.
تركّز الخطة الخمسـية (2022-2026) على دعم القدرات وتعزيزها في المجالات السـتة التالية: تمتع النظم الصحية بقدرات الصـحة الواحدة، والأوبئة الحيوانية المنشــأ الجديدة والمســـتجدة، والأمراض الحيوانية المنشـــأ، والأمراض المدارية المهملة والأمراض المنقولة بالنواقل، ومخاطر سلامة الأغذية، ومقاومة مضادات الميكروبات والبيئة.
وتسـترشـد هذه الوثيقة الفنية بالأدلة وأفضـل الممارســات والتوجيهات المتاحة. وتشــمل مجموعة من الإجراءات التي تســـعى إلى الدفع قدمًا بنهج الصـحة الواحدة على المسـتويات العالمية والإقليمية والوطنية. وتتضـمن هذه الإجراءات بصـفة خاصـة إعداد توجيهات تنفيذية سـتصـدر قريبا بغية إرشـاد البلدان والشـركاء الدوليين والجهات الفاعلة غير الحكومية على غرار منظمات المجتمع المدني والرابطات المهنية والأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية.
وتحدّد الخطة أهدافا تشـغيلية تضـم ما يلي: وضـع إطار من أجل العمل الجماعي والمنسـق بغية تعميم نهج الصـحة الواحدة على جميع المستويات؛ وإسداء المشورة السياسية والتشريعية المسبقة والمساعدة الفنية لتحديد الغايات والأولويات الوطنية؛ وتعزيز التعاون والتعلم وتشاطر المعارف والحلول والتكنولوجيات في إطار متعدد الجنسيات والقطاعات والتخصصات. كما أنها تدعم قيم التعاون والمسؤوليات المشتركة والإجراءات والشراكات المتعددة القطاعات والمساواة بين الجنسين والشمولية.
إنّ الصـحة الواحدة هي النهج الرئيسـي في التصـدي للتحديات الصـحية المعقدة التي تواجه مجتمعنا، مثل تدهور النظام الإيكولوجي وإخفاق النظام الغذائي والأمراض المعدية ومقاومة مضادات الميكروبات.
NK594/A
وتقول السـيدة Monique Eloit، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصـحة الحيوان، مسـلطة الضـوء على الحاجة إلى تحسـين قدرات الوقاية من الأمراض في جميع القطاعات: “من الضـروري النظر من منظور صـحة واحدة يجمع القطاعات كافةً معًا من أجل مواجهة التهديدات الصـحية العالمية، مثل جدري القرود وكوفيد-19 وإيبولا. والخطوة الأولى هي ضـمان صـحة الحيوان. فصحة الحيوان تعني صحتنا وصحة الجميع”.
وأضـاف السـيد شـو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، قائلًا: “يجب أن يبدأ نهج الصـحة الواحدة بالإدارة الجيدة للأراضـي ووقف إزالة الغابات، ممّا سـيسـاعد الناس وحيواناتهم في البيئة المحيطة. ومن الضـروري أن تعمل جميع القطاعات معًا على نحو وثيق من أجل تحديد تدابير التكيف والتخفيف وتنفيذها”.
وتقول السـيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: “لدى كل شـخص الحق في بيئة نظيفة وصـحية – وهي أسـاس كل الحياة على كوكب الأرض. وتبيّن الجائحة الراهنة بما لا يقبل الشـكّ أنّ تدهور الطبيعة يعزز المخاطر الصـحية لنسـبة إلى الجميع دون اسـتثناء”. ولا يمكن لجهود قطاع أو تخصـص واحد أن تمنع الأمراض المعدية والمخاطر المعقدة الأخرى الماثلة أمام الصـحة الواحدة، أو أن تقضـي عليها. وأضـافت قائلة: “وسـتتكبد الفئات السـكانية الضـعيفة بجميع أنواعها أكبر التكاليف، بمن فيها الأشـخاص الأشـد فقرا وتهميشًـا. وسـتعمل خطة العمل المشـتركة على تخفيف المخاطر الصحية عن طريق اتباع نهج متكامل إزاء صحة الإنسان والحيوان وسلامة البيئة”.
وقال السـيد Tedros Adhanom Ghebreyesus، المدير العام لمنظمة الصـحة العالمية: “من الواضـح أنه يجب علينا وضـع نهج الصـحة الواحدة في صـميم عملنا المشـترك الرامي إلى تعزيز قدرة العالم على الدفاع ضـد الأوبئة والجوائح مثل كوفيد-19. وهذا ما يجعل الصـحة الواحدة أحد المبادئ التوجيهية للاتفاق الدولي الجديد بشـأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها، الذي يخضع حاليا للتفاوض من جانب الأعضاء”.
ويجري العمل على إعداد آليات من أجل التمويل المنسـق، بالاسـتناد إلى الهياكل والاتفاقات الحالية، بغية دعم تنفيذ الخطة. وسـتشـارك الأطراف في التعاون الرباعي في عملية حشـد الموارد اللازمة دعمًا للنهج المشـترك في مواجهة التهديدات الصحية الخطيرة وتعزيز صحة الإنسان والحيوان والنباتات وسلامة البيئة.