يعتمد أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لكسب معيشتهم. ومع ذلك، تستطيع أمراض الحيوانات المائية أن تعرض للخطر الاستدامة الاقتصادية والبيئية لمصدر الدخل هذا. فعلى سبيل المثال، وعلى الصعيد العالمي، تبلغ كلفة فاشيات الأمراض في قطاع تربية الأحياء المائية أكثر من 6 مليارات دولار سنويا.
وبما أنه من المرجح أن يستمر ظهور أمراض جديدة بوجود عوامل مساعدة عديدة كتغير المناخ أو النظم الزراعية المتغيرة أو التجارة غير المنظمة، فإن الرعاية الدقيقة لصحة الحيوانات المائية أمر بالغ الأهمية. فمعظم هذه الأمراض ذات تأثير شديد على قطاع إنتاج الحيوانات المائية، وكذلك على النظم الإيكولوجية المفتوحة التي تعيش فيها مختلف المجموعات الحيوانية في كثير من الأحيان.
لا زالت المنظمة العالمية للصحة الحيوانية واقفة دائماً في الطليعة للحفاظ على المساهمات الكبيرة التي تقدمها الحيوانات المائية، بدعم من شبكاتها الدولية للخبراء لأكثر من 50 عاما. وقد شهد العام 2021 إطلاق استراتيجيتها العالمية لصحة الحيوانات المائية، وهي دعوة طموحة للعمل من أجل أنظمة أكثر استدامة لصحة الحيوانات المائية.
واسترشاداً بهذه الاستراتيجية، تجمع المنظمة بين مختلف الجهات الفاعلة من المجتمع الدولي لتنسيق الإجراءات المشتركة استجابة للتحديات التي يواجهها قطاع تربية الحيوانات المائية. ومن خلال العمل معا، يمكننا أن نجعل رؤيتنا لتحسين صحة الحيوانات المائية ورفاهيتها في جميع أنحاء العالم حقيقة واقعة. وفي النهاية تعتبر استراتيجية OIE لصحة الحيوانات المائية حجر الزاوية في إنشاء أنظمة إيكولوجية مائية أكثر استدامة.